صالون الخريف الفرنسي، لما نعم .. ولما لا!


“إن صراع الفنان الغربي غالبا ما يكون مع عمله الفني، أما الفنان العربيفيكتفي بصراعه مع فنانين آخرين.” 

 

هذه هي مدونتي الثانية في موقعنا فنون.كوم على مدار ثلاثة سنوات. فأنا لا أكتب إلا ما أنا على يقين منه وبعد متابعتي لأحداث تحثني على أن أقول كلمتي وأعرض رأي الشخصي.
فعلا أنا دمي بيتحرق لما أشوف فلوس الغلابه والشهدا تدفع لبعض من لا يستحق، وتدفع أين؟! في مهرجان فني أوروبي وليس عربي.

ولأن هذا المعرض مشكوك في من يديروه ومشكوك في حجم نشاطه محليا في فرنسا وإقليميا في أوروبا وأيضا عالميا. وإن كنتم قد سمعتم من بعض طبالين مندوب صالون الخروف (بباريس) وزمارين المدعو (الدكتور الناقد الفنان القدير المحتمل أن يكون وزيرا للثقافة أو رئيس قطاع الفنون التشكيلية يوما ما، والله تبقى مصيبة لو حصلت).

وما سمعت أن الوزارة (وزارة الثقافة المصرية) خصصت

تذاكر ومصاريف إقامة لمجموعة من الفنانين التشكيليين المصريين وهذا ليس به أي عيب أو خلل. أنا شخصيا ليس لي أي مصلحة من بعيد أو من قريب بهذا الأمر .. لكن هذه بلدي قبل وبعد الثورة.
وأسئلتي بسيطة هي كالتالي:

  • أين اللجنة الفنية التي قامت على إختيار فنانين لتمثيل مصر خارجيا في معرض كهذا؟
  • من هم هؤلاء الفنانين الذين إستحقوا أن يختاروا للمشاركة؟
  • هل هؤلاء الفنانين هم من يستحقوا أن تصرف عليهم الدولة من المال العام للسفر إلى معرض فني تافه (حاليا) في باريس؟

أنا لا أعرف وزير الثقافة شخصيا أو من حوله .. لكني أثق في أن أحصل على رد منهم.

أولا أنا أتكلم عن موضوع الصالون هذا وعلمي كافي به وذلك لسببين:
أولا، أني حضرت مهرجانات وإحتفاليات فنية من الوزن الثقيل هنا في الولايات المتحدة. وهذه المهرجانات الفنية هي بالفعل من الحجم الكبير الذي يجعلك في حالة إعجاب وإنبهار مستمر لمايعرض و طريقة العرض والتنظيم. وذلك أثناء و بعد زيارتك لها. وهذه المهرجانات الفنية بالفعل (مش كلام جرايد) يحلم بحضورها أي فنان تشكيلي من أنحاء العالم ليس فقط لضخامة حجمها أو لتنظيمها الممتاز أو لشهرتها العالمية أو الإقليمية بين مريدين الفن و مقتنيه ونقاده .. بل لكونها تحقق للفنان وصاحب الجاليري والمقتني والكاتب المناخ الصحي لتقديم كل ماهو رائع وبدون تدخل حكومي من الدولة المضيفة أو أي مصالح شخصية.
ثانيا، أنني بالفعل قد زرت هذا الصالون الذي هو في المعتاد يقام في مدن عديدة وذلك كل عدة شهور .. وليس في باريس فقط كما يعتقد البعض (وإن كانت البرازيل ودول أخرى رفضت إستضافة الصالون لضعف المعروض الفني).
لكن زيارتي له كانت أثناء عرضه في باريس العام الماضي 2010 وكانت على نفقتي الشخصية وبدعوة من الصالون (هذا كان جميل وأشكر مندوب الصالون للمجموعة العربية على هذه الدعوة.).
وطبعا كالمعتاد توقعت مفاجآت سارة وغير سارة وسأسرد لكم ما شاهدته ولمسته قبل وأثناء وبعد زيارتي لهذا الصالون. وهنا قائمة بها:

  1. حجم الصالون ليس كبيرا كما توقعت بل لم أسمع أو أشاهد أي إعلان أو برنامج تلفزيوني وهذا بعد ما “غربلت” الإنترنت بالفرنسية بمساعدة صديقين متحدثين للفرنسية ومقيمين في باريس. وهذا ماأغضبني شخصيا بعد أن سمعت من المندوب على أن هذا الصالون هو الأشهر عالميا (لكنه كان على العكس وكان تضييع للوقت والمال).
  2. مكان العرض سئ للغاية وهو كان في منطقة بعيدة كل البعد عن أماكن المهرجانات الفنية السياحية وذلك بعد أن أعلنوا أن المعرض سيكون بقرب من الشانزليزيه. وأفاجئ أنه في قاعة عرض ضعيفة الإمكانيات وليست بها قاعات للمحاضرات أو أماكن مخصصه للورش الفنية أو حتى شبكة إنترنت لخدمة من بداخل هذا المكان الذي هو عبارة عن مبنى تحت الأرض وقد نشرت فيديو العام الماضي وسأنشره مرة أخرى (وهذا يظهر في الفيديو).
  3. عدد الزوار لم يكن بهذا القدر الذي قد سمعت أو قد تسمع عنه أنت في الصحف. وسترى في في الفيديو أن المعرض شبه خاو إلا من الفنانين أنفسهم والعارضين والمنظمين.
  4. إختيار مندوب الصالون للفنانين العرب قد يكون صحيح في إنتقاء بعض الفنانين ولكن في الأغلب كان خاطئ في إختيار معظمهم (أرجو أن لا يغضب مني أحدهم). وهذا ما أقره المندوب بنفسه كل عام بعد إنتهاء الصالون وذلك بإتهامهم بخيانتهم له وأنهم ليسوا على المكانة الفنية التي تليق بالصالون هذا بعد إختياره لهم بنفسه. فعندما رأيت بعض أسماء فنانين عرب لهم مكانتهم وبدون ذكر أسماءهم (حتى لا أنسى أحدهم) لكني بدأت أشك في مصداقية المندوب عندما رأيت فنانين إشتركوا لعرض أعمالهم ليست لقيمتها الفنية بل لأنهم دفعوا إشتراك مالي مُبالغ فيه.
  5. إشتراك الصالون هو حوالي 280 يورو وتختلف من عام إلى آخر. فلماذ يدفع البعض 1000 يورو أو أكثر. يمكن أن يتضاعف هذا الرقم على حسب بلد الفنان أو الفنانة (بلد نفطيه أو بلد فقير). إن كان هذا معرض يراد منه الربح للصالون فهذا مقبول وإن كان المندوب يعلن صراحة أنه يتلقى هذا المبلغ إلى حسابه الشخصي نظير أتعابه أو تواصله مع منظمين المعرض فهذا جائز أيضا. لكن الغير مقبول هو أن يستغل جهل غالبية الفنانين بالمعرض ومنظميه وأيضا عدم إلمامهم باللغة الفرنسية. وإن كان البعض يمكن أن يدفع آلاف اليوروز فقط لظهور إسمه في الصحف بأنه يعرض في باريس. ذلك يفقد المصداقية ومكانة المعرض ومن يعرض بجانبه.
  6. إقامة الفنان ومعيشته تكون على عاتق الفنان فهذا مقبول. لكن أن يطلب ويلح المندوب من الفنانين أن يسكنوا بفندق محدد شبيه بفنادق الدرجه العاشره (كفنادق العتبه ورمسيس بالقاهرة) وبمنطقة العاهرات والمومسات في باريس فهذا غير مقبول بالمرة. شاهدت بنفسي هذا الفندق في العام الماضي وعلمت بعدها أن مدير أو مالك الفندق هو شخص جزائري صديق لمندوب الصالون. وتحليلي لهذا أنه ربما يوجد هناك سمسرة أو عمولة على قفا الفنانين. ليس هذا فقط بل أن يأخذ المندوب إيصالات الفندق لإعطاءها لمجلس الصالون .. ثم … سأترك لك أن تتوقع ما بعد ذلك.
  7. إن كنت أنت فنان تشكيلي لك شأنك في بلدك فهل تسمح أن تعرض أعمالك جنب إلى جنب مع أعمال الهواة والأطفال. في 2010 قد عرضت لوحات لفنانين هواه قد دفعوا ثمن الحجز المُبالغ فيه وقد عرض أيضا عمل لطفله عمرها 12 عام فقط لكونها بنت أحد المدعوين المصريين للصالون (أنا لست ضد عرض أعمال الأطفال بل أدعمها .. لكن لكل مقام مقال). فهل هذا مقبول من صالون عريق كهذا؟ … فلا عجب إنهيار هذا الصالون.
  8. أن يطلب المندوب من الفنانين المشاركين بإهداء لوحة هدية لجمعية وهمية تسمى “تواصل” مقرها “باريس”.
  9. ما قيل لي من عدد من الفنانين أن هذا المندوب قد إستلم مبلغ إشتراك أحد الفنانين الهواة، وبعد تعليق العمل على الحائط جاءته أخبار بأن هذا الشخص ترك منصبه الإداري. فلم ينتظر حتى نشاهد اللوحة يوم الإفتتاح بل أنزلها قبلها بساعات (هذه ليست بأخلاق حميدة من فنان أو دكتور كما يدعي). وقد إتصل بي الفنان ليسأل إن كانت لوحته عرضت أم لا وكانت إجابتي واضحة بأن يشاهد الفيديو الذي صورته أنا بنفسي لكل أنحاء المعرض.
  10. بعض الفنانين المغاربة لم يحصلوا على لوحاتهم بعد إنتهاء المعرض .. إلا بعد أن صرخوا فيه وأرسلوها على حسابهم الشخصي بأضعاف تكاليف الشحن.
  11. إن كان المندوب هو منظم للمجموعه، وفنان تشكيلي يعرض بنفس المعرض .. فهذا لاغبار عليه. وأن يقيم معرض خاص على هامش الصالون فهذا يمكن قبوله بأنه يريد لفت الإنتباه إلى أعماله. أما أن نضطر لمشاهدة فيديو 10 دقائق عنه هو شخصيا وأين في حفلة الختام … فهذا زاد عن الحد. ومازاد الطين بله .. أنه أعطى لنفسه جائزة الصالون الماليه وهي 2000 يورو. (بجد حاجه تخجل) .. المفاجأة أنها سحبت منه في اليوم الثاني ولم يتبرع بها للصالون كما قال هو.
  12. إن أمكنك الذهاب إلى الصالون على نفقتك الشخصية والإقامة والإنتقالات على عاتقك فهذا إختيارك .. لكن تصبح إهانة حينما تسمع أن المندوب قد باع شقته بالإسكندرية ليصرف على الفنانين أثناء إقامتهم في فترة المعرض. (هي الحداية بترمي كتاكيت).
  13. إندهشت كثيرا عندما أصر المندوب على دعوتنا للعشاء بمنزله خارج العاصمة. فهل هذا كان أفضل من زيارة متحف أو معرض في عاصمة الفن باريس؟ فكان تضييع للجهد وللوقت في فترة زيارتنا القصيرة .. وهل هذا كان ليجعلنا كلنا أن نكتم أصواتنا بعد ذلك لمجرد أننا دخلنا منزله؟
  14. “فرّق تسد” … هذا ماوجدته من المندوب على مدار الشهور قبل وبعد المعرض (أسافين) بين كل مجموعه من الفنانين بناء على موطنهم. وأنا شخصيا سمعت منه إتهامات باطله موجهه إلى فنانين لم أكن أعرفهم بعد. وندمت على مأخذي ضدهم وفعلت تماما مثلما يفعل الآن من الطيبين ممن حوله الآن 2011 .. والذين ليسوا على دراية بما يقوم به من ألاعيب التي لايسرك أن تعلمها الآن لأنها تمس أشخاص وأسماء أحترمهم لفنهم وأحفظ مكانتهم كشخصيات محترمة.
  15. شخص المندوب لايهم هنا في مقالي هذا .. لكنه كعربي يمثلنا في معرض كان له تاريخه أو لم يزل .. وعلى علاقة وطيدة برئيس الصالون. فما يقوم به من عرض الفن العربي بشكل مسيء وإنتقاء بعض من ليس لهم كفاءة أو مكانة فنية لعرض أعمالهم .. فهذا هو مربط الفرس. مثال، في زيارتي لمتحف الفن الحديث بباريس كنا نصطحب المجموعة لمشاهدة أعمال فنانين عالميين مثل سلفادور دالي ومونيه وجوجان وآخرين .. فما كان من المندوب إلا وأن ذكر أسماء فنانين عرب ووصمهم بالناسخين والناقلين من أعمال هؤلاء الفنانين الأوروبيين. بدون ذكر أسماء من نعتهم بالمسخ أو النسخ قد أزعجني كثيرا وكان هذا في أول مقابلة لي معه.
  16. من الصعب أن أصدق “مندوب المعرض” بأن يصف نفسه بأنه سفير الفنانين العرب في أوروبا. أي شخص عاقل أو مجنون يمكن أن يقول هذا لكن من سيصدقه؟ .. وهذا ينتشر بسبب تحالف مع صحفيين منتفعين بوضع أسماءهم على لائحة المصفقين له وأسماء هؤلاء الصحفيين والحمدلله .. قليلة على الساحة.
  17. لن أتطرق لما فعله هذا الفنان مع الفنانين مباشرة من أسلوب ملتوي فهذا أمر شخصي بحت. لكني سأتطرق لما فعله في إحتفالية فنيه بالقاهرة لم تكن سوى إلا محاولة منه ومن محيطيه لركوب الثورة لإعتلاء منصب إداري أو ما شابه. لكني سأنقل لكم ماحدث بكل مصداقية .. وإن كان ليس من المهم لكنه فقط لتوعية الفنانين بشرور من تساور أنفسهم للتلاعب بمن يجهل بواطن الأمور وأنا كنت واحد من هؤلاء في يوما من الأيام.

وتساؤلاتي هنا عن شخصية هذا المندوب تأتي على التوالي:
هل هو بالفعل حصل على شهادة الدكتوراة من السوربون؟
كيف أنه يعيش في فرنسا 18 عاما أو أكثر ولا يستطيع ترجمة الفرنسية؟
هل هو بالفعل يكون عضو مجلس إدارة الصالون أم فقط منتدب للتعامل مع الفنانين العرب؟
من أعطاه لوحات الفنان الراحل سمير رافع ونقلها إلى مصر؟
هل حقا كنت في ميدان التحرير أو ماسبيرو وأطلق الرصاص على إصبعك الصغير و أخدت 6 غرز؟

ملحوظة أنا لست بكاتب لكني مدون فقط. يمكن أن تتابع ماأنشرها على الصفحة وبها 52000 متابع: Middle East Fine Arts

كتب: خالد الصحصاح

معلومات عن الصالون:

وصلتني الكثير من الرسائل تسأل عن ماهو هذا الصالون وما أهميته، وقد بحثت فلم أجد الكثير هناك إلا من بعض الدراسات النقدية والفنية التي لا تتحدث عن الصالون كتجمع فني وليس كمعرض فني وهناك بعض الكتب قد تحدث مؤلفها بإقتضاب عن الصالون. وهنا بعض مما قرأت:
الصالون هو تجمع فني تشكيلي وأدبي معا يلتقي فيه الفنانين والأدباء والنقاد من بلدان مختلفه. وقد بدأ الصالون نشاطه في أوائل العقد الأول من القرن الماضي ,وبالتحديد عام 1903 بمجموعة من الفنانين التشكيليين الأوروبيين. وقد تعرض الصالون إلى فترات صعود وهبوط عديدة على مدي المائة عام الماضية. وقد حظى بشهرة واسعة بسبب الأسماء اللامعة في عالم الفن التشكيلي التصوير والنحت مثل: Georges Rouault, André Derain, Henri Matisse, Angele Delasalle, Albert Marquet, Paul Cézanne, Paul Gauguin and Pablo Picasso .
بعد الحرب العالمية الأولى يسطر عليه فنانين من مدرسة بمنطقة بباريس تدع Montparnasse. ومن أشهرهم Marc Chagall, Amedeo Modigliani, Georges Braque andGeorges Gimel ثم بعد ذلك Henryk Gotlib, Constantin Brâncuşi, Aristide Maillol, Charles Despiau, René Iché and Ossip Zadkine.
ثم أضيف بعد ذلك أقسام فنية أخرى مثل:
الأعمال الفنية للديكور والمعمار والزجاج والسيراميك كالفنان René Lalique, Julia Bathory .. في العقد الأخير من القرن الماضي أصبح الصالون يعتمد على عدد قليل من الفنانين ورئيس الصالون مما قلل من ذياع شهرة الصالون وإندثاره عام بعد عام: Edouard McAvoy, Jean Monneret, and Maurice Boitel.
المصدر: ويكيبيديا
(بدأت تسميته معرضا وليس صالونا إلا بعد أن بدأوا في دعوة أدباء وشعراء ونقاد).

مقالات عن صالون الخريف الفرنسي:

Articles Salon d’Automne: